رئيس مجلس الإدارة ناصر الزيني

رئيس التحرير سماح منير

أخبار عربية

الإشتباكات في طرابلس تهدأ والدبيبة في موقف قوي

تبقى العاصمة الليبية طرابلس في محور المواجهة بين معسكري الغرب والشرق الليبيين. حيث عاد الهدوء مجدداً يوم أمس إليها، بعد ارتفاع عدد القتلى والجرحى في القتال الدائر بين ميليشيات حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والميليشيات الموالية لحكومة الاستقرار الموازية برئاسة فتحي باشاغا.

ليُشكل هذا الإشتباك أسوأ قتال هناك منذ عامين، بنظر المراقبين، مع تحول المواجهة السياسية المستمرة منذ شهور إلى حرب مدن تهدد بالتصاعد إلى صراع أوسع نطاقاً.

وكانت المواجهات قد تجددت مساء أول من أمس بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بعد فترة من الهدوء النسبي. حيث سعت قوات الدبيبة لانتزاع السيطرة على معسكر 7 أبريل، من قوات أسامة الجويلي، الذي أقاله الدبيبة من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات العسكرية بسبب دعمه لباشاغا.

وقد وصف مصباح دومة عضو مجلس النواب، الاشتباكات بالمهزلة، وكتب على تويتر: "المتقاتلون في طرابلس تحت إمرة من؟، لكي يتحمل مسؤولية ما يتعرض له المدنيون، يجب وضع حد لهذه المهزلة".

هذا التصعيد أتى بعد أن سخر الدبيبة من غريمه فتحي باشاغا، علانية في تغريدة مقتضبة، قال فيها إنه لم يرد برسالة على دعوة باشاغا له بالتخلي طواعية عن منصبه، وتسليم السلطة في العاصمة حقناً للدماء، لأنه "مشغول بخدمة الليبيين". حيث كان باشاغا قد طالب في بيان منتصف الأسبوع الماضي، الدبيبة بتسليم السلطة طواعية، والالتزام بالتداول السلمي، والخضوع لقرارات السلطة التشريعية للدولة الليبية.

واعتبر الصحفي والباحث الليبي بمعهد الدراسات الدولية في جامعة جونز هوبكنز حافظ الغويل، هذه البيانات "دليلاً على أن باشاغا اتخذ قراره بالدخول للعاصمة بالقوة، كونه لا يملك خياراً آخر، وربما رصد أيضاً إشارات من دول بعينها أنها مستعدة لغض النظر عن هذا الدخول".

وأضاف: "الرافضون دخول باشاغا منهم المرتبط اقتصادياً بعائلة الدبيبة، ومنهم من تحوم حوله شبهات الفساد. بالطبع هناك فئات أخرى ترفض دخوله لتحالفه مع قيادات الشرق السياسية والعسكرية، رغم إدراكهم باستقلالية قراره، وأنه لن يسمح لقيادات الشرق بالتقدم والوجود بالعاصمة إذا ما دخل إليها".

بنظر الكثيرين، فإن ما زاد من تمسُّك الدبيبة بموقفه وتعنته هو إعادة تفعيل الدائرة الدستورية، المغلقة منذ 7 سنوات، في خطوة من شأنها إبطال قرارات المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، التي إتخذها بتشكيل حكومة الإستقرار الموازية، وبالتالي جعلها غير شرعية، إذا ما قدم الدبيبة طعن قانوني.

وفي حال إستمرت الإشتباكات أو توقفت، فإن الدبيبة هو الرابح الأكبر، وسيقوم بتمرير مخططه في إجراء إنتخابات كما يراه مناسباً. وهو الآن يظهر بمظهر المدافع عن المواطنين في العاصمة ضد غزو باشاغا لها.

من جهته، انتقد عضو مجلس النواب سعيد امغيب، المشهد السياسي في طرابلس، على خلفية الصراعات بين المليشيات، وقال إن ما نعانيه هو حالة احتلال مقنع لا يمكن معالجتها إلا بحراك شعبي كبير في طرابلس وثورة تشبه الثورات العربية في حقبة الاستعمار.

فيما يرى بعض المتابعين للمشهد بأنه ربما يستطيع الشعب الليبي إيقاف هذه المهزلة التي تحدث في عاصمته إذا ما رغب بذلك، لكن الثمن بلا شك سيكون كبيراً جداً.

أخبار عربية