رئيس مجلس الإدارة ناصر الزيني

رئيس التحرير سماح منير

أخبار عربية

سلوك الدبيبة سبيله نحو السلطة في ليبيا

بعد فشل في إجراء إنتخابات عام 2021 في ليبيا، إثر تشكيل الأمم المتحدة عبر مؤتمر الحوار الوطني لحكومة مؤقتة ظهر فسادها فيما بعد، بقيادة عبدالحميد الدبيبة المتشبث بالسلطة، طرحت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من جديد رؤية للتعاطي مع حالة الانسداد السياسي الليبي.

وكان رئيس البعثة عبدالله باتيلي، قد أعلن عن مضمون مبادرته التي تقضي بالوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قبل نهاية العام الجاري، والتي رآها العديد من الليبيين على أنها محاولة جديدة لعرقلة المسار السياسي وتعزيز الفوضى السياسية والأمنية والإقتصادية في ليبيا، خصوصاً وأنها تلقى دعماً كبيراً من الإدارة الأمريكية.

في المقابل، تستمر واشنطن في دعمها المطلق لرئيس الحكومة المنتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، الذي رفض التنحي عن منصبه رغم الاتهامات التي طالته بالفساد وسحب البرلمان الثقة منه.

وبما أن أدوات الترويج الزائف التي تعتمد عليها حكومة الدبيبة، لأمور تفوق قدرتها، باتت مكشوفة، قررت تغيير استراتيجيتها والعودة لنقطة البداية. فاستراتيجية حكومة الوحدة، التي اعتمدت بشكل أساسي وكامل على الوعود الزائفة، تغيرت كلياً، وظهر الوجه الحقيقي لها بعدما حصلت على دعم من دول بعينها للبقاء في السلطة والاستمرار على رأسها لتسيير عمل تلك الدول داخل البلاد.

فقد إنتشر في وسائل الإعلام أن القرار رقم 1055، والخاص بتخصيص مبالغ مالية، لدعم التمويل الخاص بالأغراض السكنية، قد ألغاه الدبيبة، وتوقف المشروع بالكامل، بعد أن أعلن منذ شهر ونصف تقريباً، عن بدء المرحلة الأولى من القروض التي كانت ستمنح لـ25 ألف مستفيد من إجمالي 500 ألف تقدموا بطلبات للحصول على قروض سيتم توزيعها عليهم على مراحل.

بينما نفى الدبيبة إيقاف مبادرة الإقراض الشبابي والأسر المحتاجة، مبيناً أن القيم المالية المخصصة لهذه المبادرة مؤمنة بالكامل، وأنه لا صحة للشائعات حول إيقافها، وكل ما يتم تداوله في صفحات التواصل هو قرار داخلي ليس له علاقة بالإيقاف. وقال أن المبادرة في مرحلتها الأولى 25,000 قرض سارية تماما، والقيم المالية المخصصة لها مؤمنة، أما القرار المنتشر فهو إجراء تنظيمي داخلي لا علاقة له بسير الملف.

فيما شكك الليبيون بكلام الدبيبة وإعتبروه نفاقاً، حيث أكد رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة، محمد بعيو، أن الكذب يستحي أن يلصق كصفة برئيس «حكومة الوحدة الوثنية»، في إشارة إلى عبد الحميد الدبيبة. وقال بعيو، في منشور عبر «فيسبوك»: "عندما تقول إن رئيس حكومة الوحدة الوثنية الفاسدة كذاب فأنت تشتم الكذب الذي لا بد أنه يستحي من أن يلصق كصفة بهذا الكذاب الأشر".

من جهة أخرى، الكثير من الأوساط في ليبيا تستبعد إمكانية تخلي الدبيبة عن طموحه الرئاسي لتسهيل إجراء الانتخابات، مشيرة إلى أن تصريحاته عن حرصه على تهيئة الظروف لإنجاح الاستحقاق الغرض منها التأكيد على أن حكومته صاحبة الصلاحية في الإشراف على العملية الانتخابية وتأمينها، وهي نقطة لا تزال مثار خلاف بين الفرقاء.

حيث يحرص الدبيبة في كل إطلالة له على توجيه رسائل للداخل والخارج، مفادها رغبته في إنهاء المرحلة الانتقالية، واستعداده لتهيئة كل الظروف الممكنة لإنجاح الانتخابات، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل أن الدبيبة مستعد لإزالة أحد أهم العوائق أمام إجراء الاستحقاق، وهو ترشحه للرئاسة؟ الإجابة: لا، بحسب معظم الخبراء والمحللين السياسيين، فهو جزء من المخطط الأمريكي الرامي الى السيطرة على موارد ليبيا.

أخبار عربية