سيناريوهات التصعيد العسكري في قطاع غزة بفلسطين.. نهاية مشروع الاحتلال
مواطنون يتركون منازلهم.. ينظرون للخلف حيث ركام وحداتهم السكنية التي آوتهم لسنوات طويلة، فهي أرضهم وأرضهم أجدادهم، يجدون في المستشفيات والمدارس ملاذاً «شبه آمناً»، رغم أنها لم تسلم من جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، تُنير حياتهم نيران القصف، حتى سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول إلى الشهداء والجرحى لنقلهم إلى مستشفى وقودها أوشك على النفاذ أيضاً.
كل هذه الأمور تُثير تساؤلاً مُهما وهو مَن المستفيد من تصعيد الصراع العسكري في غزة، وهو ما أجابه عليه محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في حديثه لـ «الوطن».
الحلقة الأخطر في مسلسل التصعيد
وسائل عدة اتبعتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاستمرار عملية التصعيد العسكري في القطاع، وكأنها لا تعلم خطورة ذلك على نفسها قبل قطاع غزة، وهو ما وضحه بالتفصيل محمد فوزي: «التصعيد الإسرائيلي الحالي، يمكن أن يوصف بأنه الحلقة الأخطر في مسلسل التصعيد الذي بدأ منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي».
اعتبارات عديدة في ظل عمليات التصعيد العسكري، أولها أن إسرائيل تحركت على مستوى قطع منظومة الاتصالات في قطاع غزة بما يضمن عزل القطاع بالكامل عن العالم، وإخفاء جرائم الإبادة التي تتم تجاه الشعب الفلسطيني، بجانب تكثيفها من عمليات القصف الخاصة بالقطاع، وليس تحرك سلاح الجو الإسرائيلي فقط، بل المدفعة والبحرية الإسرائيلية.
الاحتلال يقصف كل مناطق غزة
وفقاً للمعطيات المتاحة، بحسب «فوزي»، فمن الواضح أن قوات الاحتلال تمارس القصف على كل مناطق قطاع غزة، لكن تركز على مناطق الشمال والوسط أو الـ 20 كيلو الأولى من القطاع مثل بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا ومخيطات الشاطئ والزيتون وصولاً إلى مناطق الوسط وأبرزها وادي غزة ودير البلح.
وتابع فوزي أن كل ذلك جزء من مخططات الضغط على سكان القطاع للجوء إلى التهجير القسري باتجاه الجنوب، بحسب ما فسره الباحث بالمركز المصري، وهنا تنفذ إسرائيل أو تسعى لتنفيذ عمليتها البرية الواسعة، فهي تروج لبعض الأهداف المعلنة على غرار استهداف قيادات الفصائل الفلسطينية واستهداف البنى التحتية الخاصة بفصائل المقاومة، لكن الواضح أن العملية الحالية تستهدف ما أبعد من ذلك وهو تصفية القضية الفلسطينية من خلال تخديم العمليات على مخططات التهجير.
تعنت الحكومة الإسرائيلية
وتابع فوزي انه أخيراً فإن تعنت الحكومة الإسرائيلية واصرارها على التصعيد يعرقل مسار أي جهود تُطرح لتهدئة الأوضاع سواء من خلال إنجاز صفقات تهدئة مقابل المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية أو حتى على مستوى الضغوط الغربية التي بدأت تظهر للسطح، فالدول الغربية تطالب قوات الاحتلال بتأجيل أو إلغاء العملية البرية في ضوء ما سيترتب عليها من تحول نحو سيناريو الحرب الإقليمية والذي بدأت معالمه تظهر بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وفق الباحث بالمركز المصري.
نهاية مشروع الاحتلال النتيجة التي كشف عنها الباحث بالمركز المصري في ظل التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، هي نهاية المشروع السياسي لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي دون أي شيء فقط خسائر مادية وبشرية له، خاصة مع تزايد ضغوط عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.